مقالات

تعليم الطفل أن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال

جريدة موطني

تعليم الطفل أن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال
بقلم / محمـــد الدكـــروري

تعليم الطفل أن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد إنه ينبغي علي المربي أن يعلم الطفل أن الله عز وجل هو اله واحد لا إله غيره فهو سبحانه المهيمن والمتصرف الوحيد في هذا الكون وهو المعبود بحق، ومن المنطقي أن المعبود بحق الذي يدبر الأمر لا تقهره غفلة ولا نوم عن تدبير ملكه، وهذا توكيد على قيامه سبحانه على كل شيء وقيام كل شيء به، وهو الذي له الملك كله إيجادا وخلقا وتقديرا وتدبيرا فهي ملكية لا ينازعه فيها تعالي أحد، ومن ثم فإن كل ما في ملكه عز وجل ولا ملك إلا ملكه سبحانه فهو عبد له.

ناصيته بيده ماض فيه حكمه،عدل فيه قضاؤه، وهو المتفرد بأمر العباد فلا يشفع أحد لأحد في شيء إلا بإذنه، فالعبيد جميعا يقفون في الحضرة الإلهية موقف العبودية، وهو موقف الخضوع والخشوع والإعتراف المطلق له بالهيمنة على خلقه، وما يتفاضلون بينهم إلا بالتقوى وفق ميزان الله الدقيق، وهو سبحانه العليم الذي لا تخفى عليه خافية من مكنونات الصدور ومطويات الضمير، بل أنه يعلم من أنفسهم ما لا يعلمون منها، هذا العليم لا يدرك أحد بعقله القاصر من علمه تبارك وتعالى إلا بمشيئته وحده وبالوسيلة التي يختارها لهم، فلا يدعي مكابر أنه قادر على تحصيل شيء من العلم بملكاته الذاتية، أو يفتتن بما أذن الله تعالي له فيه من علمه، سواء كان هذا الذي أذن له فيه علم شيء من نواميس الكون، أو رؤية شيء من غيبه في لحظة عابرة إلى حد معين.

أما كرسيه تعالى فهو من الأخبار التي يحملها السلف الصالح على ظاهرها من غير تأويل فيقولون ” لله كرسي دون العرش، لا يعلم حقيقته إلا هو جل شأنه” وهذا الملك القائم على شؤون خلقه الذي دبر ملكه تدبيرا محكما يخلو من التفاوت والخلل، لا يعجزه حفظ السماوات والأرض وما فيهما، فكل ما في ملكه في حيز قدرته التامة، فهو المتفرد بالعلو والعظمة لا ينازعه فيهما أحد، فالكبرياء رداؤه والعظمة إزاره من نازعه أحدهما أصابه الهوان وداسته الأقدام، وكما ينبغي أن نوضح أن الله سبحانه وتعالى يبسط على عباده من رزقه وفضله ورحماته، في أحيان ثم يقبضها عنه في أحيان أخرى، ويقلبه بين حال وحال، كي لا يغتر بنفسه أو يطيب له البسط فيبتعد عن ربه ويطمئن إلى الدنيا، وفي نفس الوقت كي لا يضيق بحياته إن إستمر به القبض طويلا.

فينبغي على المسلم أن يظل عابدا للقابض الباسط وليس للأحوال، وأن يرضى بما قسمه الله له، ويقول الإمام الغزالي رحمه الله ” ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولو كشف الغطاء لإخترتم الواقع، ولو أن كل إنسان إنزعج من شيء ساقه الله تعالي إليه، ثم كشف الله تعالى له علم الغيب لما تمنى إلا أن يكون كما هو، وكما ينبغي أن نعلمه أن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال إلا بعذر، أما النساء فعليهن بالصلاة بالمسجد ما إستطعن، وإلا فعليهن بالصلاة في أول الوقت، أي لا تؤخرها أكثر من ثلث ساعة بعد الأذان، فاللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم وفق قائدنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أصلح له بطانته اللهم وفقه لكل خير وبر، واجعله معينا لأوليائك، حربا على أعدائك يا ذا الجلال والإكرام.

تعليم الطفل أن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى